أخر الأخبار

في مثل هذا اليوم 7 أكتوبر 1990 رحل عن عالمنا المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم

يصادف اليوم 7 أكتوبر 2020 الذكرى الـ 30 لوفاة المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، القائد الذي ألهم أبناء الإمارات، وقاد حركة التغيير والبناء، تاركاً مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء، حيث وضع اللبنة الأولى في بناء دبي الحديثة، وأرسى ركيزة أساسية للمشاريع الكبيرة، والبنى التحتية والعمران والتجارة، وعمل على استغلال كل الإمكانات المتاحة في ذلك الوقت لمصلحة بلاده، وأبناء شعبه، فكانت سيرته الذاتية، ولا تزال، نبراساً تقتدي بها الأجيال حتى يومنا هذا، حيث قضى الشيخ راشد حياته في خدمة أمته ووطنه، حتى بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للمواطنين.

ولد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، في إمارة دبي، عام 1912، ونشأ في بيت والده، الشيخ سعيد، الذي اشتهر بالورع والزهد والتقوى، والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين، وسعة الصدر والحلم، والخلق النبيل، كما نشأ «رحمه الله»، في كنف الشيخة حصة بنت المر، والدته التي كانت لها مكانة خاصة في قلوب الناس، لما عُرف عنها من تسامح وطيبة قلب، وقد لقبت بـ «أم دبي»، فتشرّب سموه منذ نعومة أظفاره في هذا البيت، كل هذه الخصال الطيبة، والسجايا الحميدة، المستقاة من أصيل الثقافة العربية الإسلامية، وانتقل، رحمه الله، إلى جوار ربه، في السابع من شهر أكتوبر عام 1990، الموافق الثامن عشر من شهر ربيع الأول عام 1411هـ، عن عمر يناهز 78 عاماً، قضاها رحمه الله في خدمة أمته ووطنه ومواطنيه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد أبناء الوطن، وتحقيق الاستقرار المعيشي والرخاء لهم.

حكم المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، دبي، من 1958 م إلى 1990 م، وهو الحاكم الثامن لإمارة دبي، وكان خلفاً لوالده سعيد بن مكتوم، رحمه الله، وشهدت إمارة دبي خلال فترة حكمه، تطوراً كبيراً، شمل جميع القطاعات، من خلال رؤية ثاقبة، وبصيرة نافذة، استشرفت نهضة إمارة دبي، وهو قائد اتسم بالحنكة، فحوّل آمال أبناء الإمارة وطموحاتهم، إلى واقع ملموس، أسهم في تحقيق مستقبل واعد لدبي، عبر إنجازات يشار لها بالبنان، من كل من عاصر تلك المرحلة، واطلع على تجربة دبي في عهده، سواء داخل الدولة أو خارجها.. وكانت رؤية المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، محركاً أساسياً لدفع عجلة التنمية في دبي، وركيزة في انطلاق الإمارة نحو العالمية، وامتدت سنوات حكمه 32 عاماً، تطورت فيها دبي، ونمت نمواً سريعاً في كل المجالات.

حمل المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مشاعل تطور دولة الإمارات، وأسهم في بناء مسيرتها التنموية، إذ يعتبر، رحمه الله، أحد رواد وحدتها، وتأسيس حاضرها ومستقبلها، ورجل دولة، ترك بصمة جلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارات، حيث امتازت شخصيته بالحنكة والقيادة الاستثنائية في مجمل الأحداث، وأجمع أبناء الوطن على محبته والالتفاف حوله قيادته، وفتح الشيخ راشد بن سعيد، جميع الحواجز بينه وبين أبناء إمارته، حيث كان يعتبرهم بمثابة أولاده.

اشتهر الشيخ راشد بن سعيد منذ صغره، بسمو الأخلاق وطيب النفس ولين المعشر، ومنذ صغره، اتصف بنضجه وفكره السابق لعصره، وعُرف بأنه شاب مثابر ومحبّ للبحث والاطلاع، ومن أهم هواياته، الصيد بالصقور، وركوب الهجن والخيل، والرماية، وتعلم مبادئ اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم على يد المطاوعة، وبعدها التحق بالمدرسة الأحمدية في ديرة، ومنذ صغره اتصف بنضجه وفكره السابق لعصره، وعُرف بأنه شابٌّ مثابرٌ ومحبٌّ للبحث والاطلاع، وكان يتميز بالجد والاجتهاد وحب العلم والمعرفة، ولما بلغ، رحمه الله، الثامنة عشرة من العمر، حرص على حضور اجتماعات والده ومجالسه، وأخذ ينهل من خبرته الطويلة، ويقتات على سيرته العطرة بين حكام الساحل الخليجي، حيث اشتهر والده بعروبته الأصيلة، وحرصه على القضايا العربية العالقة، وكرهه للاستعمار، وحلمه بالوحدة والأمن والاستقرار وخير المنطقة، فأحبه الجميع واحترموه.

كما كان الشيخ راشد بن سعيد، يرافق والده في رحلات الصيد بالصقور، ما وطد العلاقة بينهما، وأغنى حواراتهما، الأمر الذي أسهم في تعزيز الأثر الكبير الذي تركه الشيخ سعيد في نفس ابنه الشاب، وأفادت هذه الرياضة، الحاكم القادم، وشدّت من عزمه، فتعلم الاستيقاظ باكراً، وركوب المخاطر، والصبر والتحمل، والإحساس بقسوة العيش وحر الصحراء.

رحل عن عالمنا المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلى رحمة الله، في السابع من أكتوبر عام 1990 م ، بعد فترة حكم مليئة بالإنجازات، وشيعته جموع المحبين إلى مثواه الأخير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى