«كفيفة» تبتكر قفازاً يحول النصوص المكتوبة إلى لغة «برايل»

«حاول دائماً أن تنجز ما تعتقد بأنه من المستحيل إنجازه، وعندما تفشل، حاول من جديد، فالأشخاص الذين لم يختبروا الفشل، لم يحاولوا أن ينجزوا شيئاً في حياتهم».. بهذه الكلمات البسيطة، بدأت نورا أحمد علي مفتاح الزعابي، حديثها الذي تدفق طموحاً وأملاً بالمستقبل، وعلى الرغم من أنها من ذوي الهمم أصحاب «الإعاقة البصرية»، إلا أن عزيمتها المتوقدة وطموحها الذي لا يحده شيء، يمنح الأصحاء إحساساً بالعجز. نورا الزعابي طالبة في جامعة الشارقة فرع كلباء، تدرس تخصص الإرشاد السياحي، فقدت نور عينيها وهي طفلة في الثامنة من العمر، ولكنها لم تتوقف أمام ذلك، فحولت إعاقتها إلى منصة نجاح، فقد كانت طالبة فاعلة في مدرستها الشفاء بنت عبد الله، وحازت على المركز الأول في مسابقة جائزة العالم الشاب في دبي عن مشروع «نورا برايل»، الذي سمي بذلك تيمناً بها، وهو عبارة عن قفاز يحول النصوص المكتوبة إلى لغة برايل، وأنجزته بالتعاون مع زميلتين لها، وشاركت في مسابقة «علماء المستقبل»، كما فازت بالمركز الثالث في جائزة فادية بنت سعد الصباح في الكويت، وتأهلت حالياً لمسابقة «الهاكاثون» العالمية.
وعن مشروع «نورا برايل»، تقول نورا: إنه مشروع واعد، يساعد المكفوفين على قراءة أي نصوص، بعد تحويلها إلى نظام برايل، ما يعني دعم قدرتهم على قراءة أي كتاب، دون أن تواجههم صعوبات، وتحديداً في المناهج الدراسية التي تعيقهم بثقل حجمها، واختفاء بروز الحروف بعد فترة من الوقت، ما يجعل قراءتها للمكفوف بعد فترة شاقة للغاية.
وتتلخص فكرة القفاز، كما توضح نورا، بأنه قفاز بإصبع واحد، يتضمن خلية برايل واحدة، وهو متصل ببلوتوث بالهاتف، أو الحاسوب، والجهاز يحول أي نص بطريقة برايل، لافتة إلى أنها استفادت منه شخصياً، ضاربة مثالاً أن الكتاب للمبصر يكون بحدود 10 صفحات، وبلغة برايل يكون أضعاف الحجم، فيما الأجهزة المساعدة للكفيف، تكون كبيرة الحجم، ما يجعل من حملها عملية صعبة، وتنطوي على مشقة، وأما القفاز، فلا يكاد يراه أحد، ما يجنب الكفيف أيضاً الحرج أمام الآخرين.
وأوضحت أن الابتكار يدعم توجه الدولة في تعزيز ثقافة الابتكار بين الطلبة، مشيرة إلى أنها عملت مع زميلتين لها، وهما ماريا خالد محمد وجويرية هيثم، وكانت تقوم بكافة الأعباء، حتى مهمة لحم الدائرة الكهربائية للجهاز، وتم الإنجاز خلال 4 أشهر، ولم تسمح لإعاقتها بأن تحد من طموحها. وشاركت الزعابي أيضاً في تصميم وإنجاز ابتكار آخر، وهو «الخريف والعصير»، وهو عبارة عن روبوت يصعد للنخلة، ويقطف الناضجة منها، موضحة أنه تم شراء الروبوت وتثبيت بكرات عليها، وعند صعوده يميز الألوان، وهي «أحمر، أصفر، وأخضر»، فإذا كانت الثمرة حمراء، يقطفها الروبوت الذي تمت برمجته من قبل نورا وزميلتيها.
دعم ووفاء
نورا الزعابي، الطالبة المتفوقة التي حصلت على درجات كاملة خلال المرحلة الثانوية في مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات، ترى في والدتها القدوة والنموذج، وتقول: لطالما آمنت أمي بي، وكانت خير داعم. وأضافت: ورغم أن لدي أخت كفيفة أيضاً، وإلى جانب مسؤولية أمي في تربية 4 آخرين، لم تتوانَ في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لنا، فتفوقنا بفضل إيمانها بما نمتلكه من قدرات.
وختمت بالقول: أحلم بامتلاك شركة سياحية، تخدم بشكل أساسي زملائي من أصحاب الهمم، الذين لا توليهم أغلب الشركات السياحية الاهتمام اللازم، متمنية أن يكون لها منصة رسمية لتقديم الدعم اللازم لهم، على اختلاف إعاقاتهم.
البيان