هل بإمكان الآلة تكوين مفهومٍ عن الأخلاق؟

كشف باحثون في معهد «ألين» للذكاء الاصطناعي في سياتل الستار عن تقنية جديدة تقوم بإصدار أحكامٍ أخلاقية، وأطلق على التقنية اسم «دلفي» تيمناً باسم عرافة معبد دلفي التي كان يستشيرها الإغريق القدماء. حيث يمكن لأي شخص زيارة موقع «دلفي» الإلكتروني وطلب مشورة أخلاقية.

وزار موقع «دلفي» أكثر من 3 ملايين شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهي محاولة لمعالجة ما يعتبره البعض مشكلة رئيسية في أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة؛ يمكن أن تكون مليئةً بالعيوب مثل صانعها. وفقاً لما أورده موقع (إنديان إكسبريس).

ويتطلع مبتكرو هذه التقنية إلى بناء نظامٍ أخلاقي يمكن تثبيته في أي خدمة عبر الإنترنت أو روبوت أو حتى مركبة.

وتقنية دلفي هي ما يسميه الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي الشبكة العصبية، وهي نظام رياضي مصمم بشكلٍ مرن يحاكي تصميم شبكة الخلايا العصبية في الدماغ. وهي تشبه التقنية التي تتعرف على الأوامر عندما تتحدث إلى هاتفك الذكي وتتعرف على المشاة وعلامات الشوارع بينما تسرع السيارات ذاتية القيادة على الطريق السريع.

وتعلمت «دلفي» مبادئها الأخلاقية من خلال تحليل أكثر من 1.7 مليون حكم أخلاقي من قبل بشرٍ حقيقيين، وبعد جمع ملايين الحالات اليومية من مواقع الويب ومصادر أخرى، طلب معهد «ألين» من العاملين في موقع خدمات عبر الإنترنت؛ في شركات مثل «أمازون» تحديد كل حالة على أنها صواب أو خطأ، ثم قاموا بإدخال البيانات في «دلفي».

حيث اعتقد الموظفون الرقميون أن الأحكام الأخلاقية لدلفي كانت دقيقة بنسبة تصل إلى 92%. وبمجرد إطلاقه على الإنترنت المفتوح، أجمع العديد من الأشخاص على أن النظام يتمتع بالحكمة على نحوٍ غير مسبوق.

ولاحظ المستخدمون المنتظمون لهذه التقنية أنها يمكنها تغيير رأيها من وقت لآخر، ومن الناحية التقنية تحدث هذه التغييرات بسبب تحديث برنامج «دلفي».

وجاء في وصف معهد «ألين» لتقنية «دلفي» عندما أصدرها في منتصف أكتوبر، بأنها نظام نموذج حسابي للأحكام الأخلاقية، يطلقون عليها الآن اسم “نموذج بحث أولي مصمم ليقتدي بالأحكام الأخلاقية للناس”.

يترافق أيضاً مع تحذير بأنه لا ينبغي استخدام مخرجات هذا النموذج لتقديم المشورة للبشر، التي يمكن أن تكون مسيئة أو إشكالية أو حتى ضارة.

الرؤية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى