سعود بن صقر القاسمي 11 عاماً مضيئة بالإنجازات

مسيرة حافلة بالإنجازات الكبيرة صنعتها حكمة ورؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ولمع بريقها منذ تولي سموه مقاليد حكم رأس الخيمة في 27 أكتوبر 2010، حيث امتلك سموه نظرة ثاقبة لاستشراف المستقبل وبناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة ما جعل رأس الخيمة وجهة عالمية لإقامة المشاريع في مختلف القطاعات وقبلة للاستثمارات المتنوعة.

ركيزة

وتعتبر رأس الخيمة ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاقتصادية التي شهدتها دولة الإمارات، حيث وفرت الإمارة العديد من المقومات الأساسية التي أسهمت في تعزيز حضور الدولة على الساحة العالمية.

وتلتزم حكومة رأس الخيمة بنهج ورؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في تحسين مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، وهو ما أسهم في تحقيق الموازنة العامة للإمارة فائضاً مالياً سنوياً منذ العام 2010، وأسهم هذا النهج في تكريس مكانة رأس الخيمة كوجهة للشركات لجميع الاستثمارات، ويصل عدد الشركات التي تعمل فيها حالياً أكثر 38000 شركة من 100 دولة تمارس أعمالها في 50 قطاعاً مختلفاً.

وأسهمت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز» التي وجه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي بإنشائها في تعزيز حضور الإمارة على خارطة الأعمال العالمية، وترسيخ مكانتها وجهة استثمارية على مستوى المنطقة، وتتولى «راكز» الإشراف على 6 مناطق في قطاعات متعددة.

وتحتضن المنطقة 9 جامعات وكليات عريقة، و5 مدارس، إلى جانب 112 مزوداً لخدمات دعم التدريب والتعليم.

وشهدت سنوات تولي سموه تطورات اقتصادية هائلة في مجال الأعمال والاستثمار، عبرت عنها زيادة عدد أعضاء غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، فقد بلغ عدد العضويات «الرخص» الجديدة المسجلة خلال فترة تولي سموه 21150 رخصة جديدة حتى نهاية عام 2020، وقدرت رؤوس أموال هؤلاء الأعضاء بما يقارب 29.5 مليار درهم متضاعفة بنسبة وصلت إلى 116% مقارنة بما كانت عليه في عام 2010، كما بلغ عدد شهادات المنشأ الصادرة عن الغرفة لنفس الفترة بما مقداره 460 ألف شهادة منشأ لبضائع مصدرة بلغت قيمتها أكثر من 108 مليارات درهم.

قفزة

وعملت كل من شركة أحجار رأس الخيمة «راك روك» منذ أكثر من 40 عاماً، ومؤخراً تعمل «ستيفن روك» على استخراج الأحجار، ومواد الحجر الجيري عالية الجودة من سلسلة «جبال الحجر» ونقلها عن طريق البر أو ميناء صقر إلى جميع مناطق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والهند ودول العالم، لدعم قطاعات البناء والإسمنت.

وأسهم ميناء صقر، بوصفه أكبر ميناء للبضائع السائبة في منطقة الشرق الأوسط، وبقدرة استيعابية تصل لـ100 مليون طن سنوياً، ويعتبر من أكبر موانئ البضائع السائبة الجافة في العالم، أسهم في أن يصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في الإمارة، وبالقرب من الجبال، تمتلك رأس الخيمة مطاراً دولياً، وقع العديد من الاتفاقيات الجديدة لاستقبال شركات الطيران العالمية.

تطور سياحي

وشهد قطاع السياحة تقدماً كبيراً في رأس الخيمة على مدار الأعوام الـ11 الماضية، وحقق نقلة نوعية وتحولات كبيرة لفتت أنظار العالم إليه باعتباره محركاً مستداماً لدفع عجلة الاقتصاد ولاعباً رئيسياً في قطاع السياحة والضيافة على المستويين الإقليمي والدولي.

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر، أعلنت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة عن خطط لاستثمار 500 مليون درهم في 20 مشروعاً سياحياً مستداماً في مختلف مناطق الإمارة، بالشراكة مع مجموعة «راك للضيافة» القابضة وغرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، وتم إطلاق البرنامج الاستراتيجي «اختر رأس الخيمة» لترسيخ مكانة رأس الخيمة كواحدة من أبرز الوجهات المفضلة للسياحة والاستثمارات والتجارب الفاخرة، وأسهمت تلك الجهود في اختيار رأس الخيمة عاصمة السياحة الخليجية لعامي 2020 و2021، وأول مدينة في العالم تحصل على ملصق الامتثال من «بيرو فيريتاس» بفضل البيئة الآمنة التي تقدمها للسياح، وأول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة.

تطور

وشهد القطاع السياحي في رأس الخيمة نقلة نوعية انعكست في ازدياد عدد السياح الزائرين للإمارة ليقفز من 390 ألف سائح في عام 2011 إلى أكثر من مليون في عام 2019، مع وجود خطط للوصول إلى 3 ملايين سائح بحلول عام 2025، بالإضافة للتوسع في إنشاء الفنادق والمنتجعات الجديدة، ففي عام 1960 لم يكن هناك فنادق على الإطلاق في إمارة رأس الخيمة، إلا أن الأعوام الماضية شهدت طفرة كبيرة في بناء الفنادق، والتي وصل عددها إلى أكثر من 47 فندقاً تضم 7241 غرفة، فضلاً عن 15 فندقاً آخر قيد الإنشاء ستوفر بعد استكمال بنائها أكثر من 5000 غرفة إضافية.

جزيرة المرجان

وعلى ضفاف مياه الخليج العربي تكتب «جزيرة المرجان» فصولاً جديدة لرؤية عصرية وضعها سموه مع افتتاح المشروع رسمياً في عام 2013، ضمن 4 جزر اصطناعية تمتد على مسافة 4.5 كيلومترات، لتصبح مركزاً للترفيه والنشاط السياحي ووجهة للاستثمارات العالمية والمحلية، التي أسهمت بتوفير وظائف جديدة وتنشيط الحركة الاقتصادية في قطاعات المقاولات والتطوير العقاري والتجزئة، حيث بلغ حجم الغرف الفندقية العاملة أكثر من 2000 غرفة فندقية، و3000 غرفة سكنية، وجارٍ حالياً تشييد 1200 غرفة فندقية وسكنية، حيث تستهدف جزيرة المرجان الوصول إلى 8 آلاف غرفة فندقية و12000 غرفة سكنية بحلول عام 2025.

وحصل مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات على شهادة أول وجهة آمنة للاجتماعات في العالم نظراً لحصوله على شهادة «بيرو فيريتاس»، الشركة العالمية الرائدة في خدمات الفحص والاختبار، وتم تشييد المركز كتحفة معمارية رائعة من تطوير «الحمرا»، لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات الدولية، ضمن مشاريع «قرية الحمرا» كأول مشاريع إمارة رأس الخيمة في مجال التطوير العقاري، وشهدت توسعات لتصبح مجتمعاً مزدهراً تبلغ مساحته 77 مليون قدم مربع، توفر الحياة العصرية لأكثر من 10 آلاف مواطن ومقيم ومستثمر.

وعلى بعد بضعة كيلومترات يقع مشروع مجتمع الواجهة البحرية الفاخر «ميناء العرب»، الذي طورته شركة رأس الخيمة العقارية، ويتضمن مشاريع سكنية عصرية، بالإضافة لـ2 مليون متر مربع من الأراضي الرطبة الساحلية المحمية، وأكثر من 7000 شجرة تستقبل الطيور المهاجرة مما يزيد من الشعور بالاسترخاء وجمال الطبيعة في هذا المشروع.

الحياة الرقمية

وشهدت الإمارة منذ 2010، تحولاً رقمياً متسارعاً تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات لتحسين جودة الخدمات الحكومية ورقمنتها بالكامل، عبر تحويل الخدمات الورقية إلى خدمات رقمية خلال الأعوام الماضية، حيث تقود هيئة الحكومة الإلكترونية، عملية الرقمنة كوسيلة لمواصلة تحسين وتبسيط الخدمات المقدمة للمتعاملين، واليوم تم تحويل 755 خدمة من مختلف دوائر حكومة رأس الخيمة إلى خدمات إلكترونية متاحة عبر شبكة الإنترنت، ويقدم تطبيق «ام راك» أكثر من 142 خدمة إلكترونية لـ9 دوائر حكومية، تضمن كافة معايير الراحة والأمان العالية للشركات والأفراد.

منظومة تعليمية

وواصل سموه مسيرة والده الراحل في دعم التعليم من خلال إنشاء منطقة راكز الأكاديمية، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، إضافة إلى تقديم المنح الدراسية، لأبناء وبنات الإمارات، حيث تتمتع إمارة رأس الخيمة بتاريخ حافل وغني بالإنجاز الأكاديمي.

وخير مثال على النهضة التعليمية التي شهدتها إمارة رأس الخيمة، نجاح طلبة الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، بإطلاق القمر الصناعي الذي تم بناؤه في مختبر الفضاء التابع للجامعة بدعم من وكالة الإمارات للفضاء.

تاريخ ضارب في القدم

تفتخر إمارة رأس الخيمة بتاريخ حافل يعود إلى حوالي 7000 عام، وهي واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي ظلت مأهولة بالسكان طوال تلك المدة، ويبرز دور دائرة الآثار والمتاحف التي نفذت في الأعوام الماضية عدداً من المشاريع، وأقامت شبكة من علاقات التعاون مع المؤسسات الدولية، والتي أسهمت في الكشف عن العديد من المقتنيات الأثرية ذات القيمة التاريخية المهمة.

ووثقت متاحف رأس الخيمة أكثر من 20000 قطعة أثرية منذ عام 2010، وفي عام 2015، بدأت في تنفيذ أبرز مشاريعها التاريخية بترميم الجزيرة الحمراء، والتي تعتبر واحدة من آخر مدن التي كان يعمل سكانها في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والإبحار في الخليج العربي، وبالتعاون مع وزارة شؤون الرئاسة، تم ترميم أكثر من 100 مبنى وقلعة وبرج مراقبة والعديد من المساجد، وأصبحت المنطقة موطناً لمهرجان رأس الخيمة للفنون الجميلة.

اكتشاف

اكتشف فريق متحف القصر الإمبراطوري الصيني في رأس الخيمة، قطعاً من الخزف القديم يعود تاريخها إلى عهد أسرة يوان في القرن الـ14، تبرز أن جلفار التاريخية، الاسم القديم لإمارة رأس الخيمة، كانت مركزاً تجارياً رئيسياً في المنطقة في ذلك الوقت.

وأسهم تعاون مماثل مع جامعتين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى اكتشاف بقايا هياكل عظمية بشرية عمرها 4000 عام وجدت في مقابر كبيرة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في منطقة شمل بالإمارة، مما وفر الكثير من المعلومات التي أسهمت في تكوين تصور أفضل عن مدى غنى تاريخ رأس الخيمة، وكانت الاكتشافات الأثرية ذات أهمية كبيرة حيث تمت إضافة 4 مواقع في رأس الخيمة إلى قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي.

البيان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى