أخر الأخبار

«مسبار الأمل» يحلل غلاف الكوكب الأحمر خلال سنة مريخية توازي عامين أرضيين

يمكث مسبار الأمل سنة مريخية «نحو عامين أرضيين»، يتحرك خلالها في مداره العلمي حول المريخ، ليحلل أسرار الغلاف الجوي للكوكب، مُستخدماً فيها 3 أجهزة علمية، صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخه، والإجابة عن أسئلة علمية مهمة، لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشافه، والبحث عن أسباب تلاشي الغلاف الجوي الخاص به.

معلومات مهمة

وعملت مختلف فرق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سواء على المستوى الهندسي والتقني والعلمي على تحديد والإجابة عن الأسئلة التي ستعمل عليها مهمة مسبار الأمل، ولذلك تم التنسيق مع مجموعة التحليل والتخطيط لاستكشاف المريخ (MEPAG)، وهو عبارة عن مجلس محللي برامج استكشاف المريخ، ويضم الهيئة العليا المسؤولة عن توفير المعلومات اللازمة للتخطيط لأي مشاريع أو أنشطة متعلقة باستكشافه.

وصمم وطور فريق عمل مسبار الأمل الذي يتكون من مهندسين وباحثين، كافة التقنيات المتعلقة بالمشروع، وبمساهمة شركاء نقل المعرفة وهم «جامعة كولورادو في بولدر، ومختبر فيزياء الفضاء والجو، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومختبرات علوم الفضاء، وجامعة ولاية أريزونا، وكلية استكشاف الأرض والفضاء، والذي انعكس عبر تطوير المعرفة التقنية اللازمة للفريق ونتج عنه تطوير وتصنيع مكونات المسبار محلياً عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

صورة شاملة

ويحمل المسبار 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات، ستساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة، وتشمل»كاميرا للاستكشاف«وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز»المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء«الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز»المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية” لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء، وهما اللذان يكونان معاً جزيئات الماء، واكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتوفير أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي للمريخ وتغيرات الطقس على مدار اليوم وعبر كافة فصول السنة بشكل مستمر.

ظواهر مناخية

ويسعى الفريق العلمي لاكتشاف أسباب اندفاع وفقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء وبالتالي أساس الحياة نحو الفضاء، فيما سيقوم المسبار بدراسة التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي لكوكب المريخ خلال دوراته اليومية والموسمية، الأمر الذي سيكسب المجتمع العلمي الكثير من المعلومات الجديدة عن مناخ الكوكب الأحمر، بما في ذلك العواصف الترابية المريخية الشهيرة التي تهب على الكوكب على هيئة أكوام هائلة من الغبار الأحمر فتغمر الكوكب بكامله، مقارنة بالعواصف الترابية على الأرض والتي تكون وجيزة وتحدث في مواقع محددة. وسيدرس المسبار أيضاً الأثر الذي تحدثه التغيرات التي تحدث في طبقات الغلاف الجوي السفلى، كالعواصف الغبارية والتغيرات في درجات الحرارة، على طبقات الغلاف الجوي العليا وتجلياتها على مدى الأيام والأسابيع التالية، كما سيكون المسبار الأول من نوعه الذي يقوم بدراسة العلاقة بين مناخ المريخ وجغرافيته، حيث سيدرس العوامل المشتركة والاختلافات ما بين المناخ فوق قمم البراكين الضخمة الموجودة على سطح الكوكب الأحمر والمناخ في أعماق وديانه.

المصدر: البيان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى