200 مهندس وباحث إماراتي يقودون «مهمة المريخ»

200 مهندس وباحث إماراتي يقودون الحلم العربي في أول مهمة لاستكشاف المريخ، عملوا بجد طوال 6 سنوات؛ للوصول إلى الكوكب الأحمر، عبر «مسبار الأمل»، وهو يحمل شعار: «لا شيء مستحيل»، مؤكداً أن المستحيل ليس له أي مكان في قاموس أبناء الإمارات قيادة وشعباً.
البداية كانت قبل 6 سنوات، وبكادر شبابي يبلغ 75 مهندساً، اكتسبوا خبرات علمية وعملية خلال سنوات قليلة، عملوا على تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية: «دبي سات1و2» و«خليفة سات»، بدأوا بوضع التصاميم الأولية ل«مسبار الأمل»؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، حين أعلنت عن الإعداد لأول مسبار عربي إسلامي؛ لاستكشاف المريخ، ثم ارتفع عددهم وبلغ 150 مهندساً، ثم وصل إلى 200 مهندس وباحث، 34% منهم من الإناث، يعملون جميعاً من دون توقف، التزاماً منهم بالجدول الزمني المحدد مسبقاً، فكانت النتيجة تركيب آخر قطعة للمسبار في دبي في 25 إبريل/نيسان الماضي، والاستعداد لشحنه إلى اليابان، عبر 3 مراحل، استغرقت 83 ساعة متواصلة.
كفاءة وتصميمومع وضع المسبار داخل الكبسولة، وتثبيتها أعلى الصاروخ «إتش تو إيه»، فإنه يُسجل إنجازاً جديداً لفريق العمل الموجود في جزيرة تانيجاشيما اليابانية، استعداداً لإطلاقه في الخامس عشر من الشهر الجاري نحو الكوكب الأحمر، في أول مهمة عربية والتاسعة دولياً.
وحقق فريق «مسبار الأمل» منجزات جديدة في الكفاءة والتصميم، عززها إنجاز الفريق لعمله في 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، فيما ساعدت هذه التصميمات المبتكرة في الالتزام بميزانية تعد الأقل، مقارنة بمشروعات مماثلة، ولم تتجاوز 200 مليون دولار، وتمثل ثلث الكُلفة فقط للمشروعات الأخرى، وعلى الرغم من تعدد إنجازات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يحمل الكثير من النجاحات المهمة، فإن أهمها تلك الخبرات العلمية المهمة التي اكتسبها فريق العمل الوطني، والتي تؤهله لقيادة عمليات بناء قطاع فضائي متقدم ومستدام في الدولة، كونه من أهم ركائز التقدم العلمي في المستقبل، فيما يعد هذا الفريق أمل الإمارات في هذا الشأن خلال المرحلة المقبلة.
برنامج مكثف
ويعد إنجاز مهمة تصنيع بعض قطع المسبار بأيادٍ إماراتية، انعكاساً لمشروع تأهيل فرق عمل المسبار والكوادر الوطنية المتخصصة في علوم الفضاء، عبر برنامج مكثف في نقل المعرفة؛ لتصميم أدق أجزاء «مسبار الأمل» وغيرها من المشروعات، وفي مقدمتها برنامج «تطوير العلماء والباحثين في علوم الفضاء»، والذي يشرف عليه أفضل العلماء في العالم في مجال علوم المريخ، ونتج عنه تأهيل 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من رواد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها في الدولة من قبل.
51 بحثاً
كما شكل نشر 51 ورقة عمل وبحث علمي متخصص، أعدها فريق عمل «مسبار الأمل»، ضمن مشروع مشترك بين باحثين وطلاب وعلماء في الإمارات والولايات المتحدة وفرنسا، أهمية تعزيز البحث العلمي الذي تنتهجه الإمارات خطة استراتيجية لا تقبل أن تحيد عنها، وهو ما عززه تأسيس 6 برامج جامعية في علوم الفضاء بالإمارات.
تاريخ طويل من البحث عن أثر للحياة
بفعل التشابه الكبير مع الأرض في بداياتها، يبقى المريخ المكان الوحيد في الكون، حيث يمكن للبشر إيجاد آثار محتملة لحياة في الماضي السحيق خارج كوكبهم. وتفتح أنشطة استكشاف الكوكب الأحمر راهناً، آفاقاً واعدة أكثر من أي وقت مضى.
وتستفيد ثلاث مهمات نحو المريخ (من الإمارات والصين والولايات المتحدة) هذا الصيف من تموضع فضائي مؤات لإرسال دفعة جديدة من الروبوتات إلى المدار، أو على سطح هذا الكوكب الأكثر استقطاباً للاهتمام في المجموعة الشمسية. وأوضح رئيس وكالة الفضاء الفرنسية جان إيف لو غال، خلال مؤتمر صحفي أخيراً، أن «للمريخ الأولوية في الاستكشاف الفضائي، لأننا نعلم أنه كان صالحاً للسكن قبل مليارات السنوات». (أ. ف. ب)
المصدر : الخليج